Loading

كيفية جمع البيانات وتصنيفها في الدراسات البحثية


تُعد عملية جمع البيانات، وتنظيمها، وتحليلها بدقة من مصادر متعددة خطوة أساسية لفهم مشكلات البحث، واستكشاف الاتجاهات، وتحديد الاحتمالات المختلفة، بهدف الوصول إلى نتائج دقيقة وقابلة للتقييم. يُطلق على هذه العملية مصطلح “جمع البيانات”.


فالمعرفة تمثل قوة، والمعلومات هي جوهر هذه المعرفة، أما البيانات فهي شكل رقمي من المعلومات، لا سيما في مجال تكنولوجيا المعلومات. وبالتالي، فإن البيانات تكتسب قوة حقيقية عند استخدامها بالشكل الصحيح. ولكن قبل الاستفادة منها في بناء استراتيجية ناجحة لمؤسستك أو عملك، لا بد أولًا من جمعها، وهذه هي الخطوة الأولى في رحلتك نحو اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية.


ولتيسير هذه الخطوة، نُسلط الضوء على مفهوم جمع البيانات: ما هو بالتحديد؟ وما هي أنواعه المختلفة؟ بالإضافة إلى استعراض أبرز أدوات وتقنيات جمع البيانات المستخدمة في البحوث والدراسات.


قبل التطرّق إلى مفهوم جمع البيانات، من الضروري أولًا أن نُعرّف ما المقصود بالبيانات. ببساطة، البيانات هي معلومات متنوعة يتم تنسيقها وتنظيمها بطريقة محددة. أما جمع البيانات، فهو عملية منهجية تشمل جمع وقياس وتحليل معلومات دقيقة من مصادر متعددة وذات صلة، بهدف إيجاد حلول لمشكلات البحث، والإجابة على تساؤلات الدراسة، وتقييم النتائج، والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية.


يُعد جمع البيانات الدقيقة عنصرًا أساسيًا لاتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية، وضمان الجودة في العمل البحثي، والحفاظ على النزاهة والمصداقية في النتائج.


  1. أنواع البيانات التي سيجمعها (كمية أو نوعية)،
  2. مصادر البيانات (أولية أو ثانوية)،
  3. الطرق والإجراءات التي سيعتمد عليها في جمع هذه البيانات وتخزينها وتحليلها.

وتجدر الإشارة إلى أن عملية جمع البيانات تُستخدم على نطاق واسع في المجالات البحثية والأكاديمية، وكذلك في القطاعات التجارية والحكومية، لما لها من دور محوري في التخطيط وصنع القرار.



  • البيانات النوعية: وتتناول الأوصاف غير الرقمية مثل اللون، الشكل، الحجم، والجودة.
  • البيانات الكمية: وتعتمد على الأرقام والإحصاءات مثل نسب الاستطلاعات، النسب المئوية، والقياسات الدقيقة.


تمر عملية جمع البيانات بخمس خطوات أساسية، نوضحها بإيجاز كما يلي:



تُعد هذه الخطوة الأولى في العملية، حيث يجب تحديد نوع المعلومات المراد جمعها بوضوح. يشمل ذلك تحديد الموضوعات ذات الصلة، وتحديد المصادر التي سيتم الاعتماد عليها، وحجم البيانات المطلوب. على سبيل المثال، قد نقرر جمع بيانات حول الفئات الأكثر بحثًا من قبل زوّار موقع تجارة إلكترونية تتراوح أعمارهم بين 30 و45 عامًا.




يعتمد اختيار الأسلوب المناسب على نوع البيانات المطلوبة، والفترة الزمنية المتاحة، وعدة عوامل أخرى. يمكن الاختيار من بين أساليب متعددة مثل: الاستبيانات، المقابلات، الملاحظات، أو الأدوات الرقمية المتقدمة. اختيار النهج المناسب يضمن جودة البيانات ودقتها.



بعد وضع الخطة واختيار المنهج، تبدأ عملية جمع البيانات فعليًا. يجب تنظيم البيانات وتخزينها بطريقة منهجية تتيح سهولة الوصول إليها وتحليلها لاحقًا. من المهم الالتزام بالخطة الموضوعة ومراقبة سير العمل بانتظام، وخاصة عند جمع البيانات بشكل دوري، مما يستدعي إعداد جدول زمني للفحص والتقييم المستمر.




فحص البيانات وتطبيق النتائج


بعد الانتهاء من جمع البيانات، تأتي مرحلة تحليل المعلومات وتنظيم النتائج التي تم التوصل إليها. تُعد هذه الخطوة محورية، لأنها تحوّل البيانات الخام إلى رؤى معرفية قابلة للتطبيق. فعملية التحليل تُسهم في تعزيز القرارات الاستراتيجية وتحسين الخطط التسويقية، وتطوير المنتجات، واتخاذ قرارات تجارية أكثر دقة.


يمكن الاستعانة بأدوات تحليل البيانات لتيسير هذه المرحلة، واستخلاص الأنماط والمعلومات الخفية من بين الكم الهائل من البيانات. وبمجرد التعرف على هذه الأنماط، يمكن استخدام النتائج لتحسين أداء الأعمال وتعزيز الكفاءة في مختلف الجوانب.


لماذا نحتاج إلى جمع البيانات وتنظيمها؟


قبل أن يصدر القاضي حكمه في المحكمة، أو يضع القائد العسكري خطة ميدانية، لا بد أن يستند قراره إلى أكبر قدر ممكن من الحقائق والمعلومات ذات الصلة. فالأفضل من بين جميع الخيارات ينبثق دائمًا من قرارات مبنية على معرفة دقيقة. ولهذا، فإن جمع البيانات وتنظيمها يعد أمرًا جوهريًا لاتخاذ قرارات مدروسة وفعالة.


ورغم أن مفهوم جمع البيانات ليس جديدًا، فإن العالم من حولنا قد تغير، وأصبحت البيانات اليوم أكثر وفرة، ومتنوعة في أشكال لم تكن معروفة قبل قرن من الزمان. ومع هذا التغير، يجب أن تتطور آليات جمع البيانات لتواكب التقدم التكنولوجي وتلبّي متطلبات العصر.


سواء كنت تعمل في المجال الأكاديمي، أو تُجري بحثًا علميًا، أو حتى تنتمي إلى قطاع تجاري وتفكر في كيفية تسويق منتج جديد، فإنك بحاجة إلى بيانات دقيقة لتوجيه قراراتك. صحيح أن عبارة “جمع البيانات” قد تبدو وكأنها ترتبط بالتكنولوجيا المتقدمة، مثل أجهزة الحاسوب والبيانات الضخمة والإنترنت، لكنها في الواقع تشمل أيضًا أساليب تقليدية، كإجراء استبيانات هاتفية، أو إرسال بطاقات بريدية، أو حتى جمع المعلومات من خلال المقابلات الشخصية المباشرة.



اترك تعليقاً